ثانوية عبد القادر واضحة بالعبادية

العولمة الإعلامية وواقع الإعلام العربي Regojn

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثانوية عبد القادر واضحة بالعبادية

العولمة الإعلامية وواقع الإعلام العربي Regojn
ثانوية عبد القادر واضحة بالعبادية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأيكم خطأ يحتمل الصواب منتديات قويتو بالعبيد

  سجل في المنتدى بالضغط على كلمة تسجيــل
اطب اعلانك

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

العولمة الإعلامية وواقع الإعلام العربي

2 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

djamel.chakrar

djamel.chakrar
مؤسس الشبكة
مؤسس الشبكة

العولمة الإعلامية وواقع الإعلام العربي
مأمون الجنــــــان
هناك عدة تساؤلات على ولادة مجتمعات جديدة تستخدم التقانات الحديثة المعقدة والمتقدمة بعدما اكتشفت قوة الاتصال ومدى تأثيره في قطاعات كثيرة سياسية اجتماعية وثقافية وما تمثله من ثورة في المعلوماتية التي تقدمها لصانعي القرار مع التحليل الدقيق المتمثل في الانتشارية واللحظية . فالتفوق القدروي الإعلامي يشكل ظاهرة من أخطر الظواهر التي تواجهها الأمة في الألفية الثالثة ذلك لأن هذا التفوق يقترن بتحكم استعماري لعقول أبناء الدول المتخلفة وبالتالي فان هذا التفوق يعتبر ظاهرة اختراق للآخر وسلبه خصوصيته و إبعاده عن هويته الأصيلة .
لذا تظل العولمة الموضوع الأكثر حضورا في الفكر العالمي المعاصر وتظل الأكثر إثارة للجدل فما هي العولمة : تعددت التعريفات وتنوعت حتى أصبح من الصعب تعريفها فهناك تعريفات من المنظور الثقافي ومن الزاوية الاقتصادية و تعريفات تنظر لهذه الظاهرة كحقبة تاريخية والحقيقة أن هناك عولمة إعلامية تبرز كإحدى الظواهر الحديثة وهي عبارة عن تسلط السلطة الإعلامية فالعولمة الإعلامية هي التي يقصد بها تحديدا تسييد مفاهيم وقيم الدولة أو الدول ذات الفاعلية والأقوى على بقية دول العالم وبالذات عبر وسائلها الإعلامية حصرا وهذه العبارة تبرز اليوم عبر مفردات المتغيرات الدولية لتغدو الهدف الرئيس للسياسة الكونية التي ينتجها الغرب . إن العولمة بمختلف مرجعيات تعريفها أو تحديد مفاهيمها العامة هي ظاهرة اقتصادية وإعلامية ولا يمكن فهم العولمة الإعلامية دون الإطلالة على العولمة الاقتصادية إذ أن هناك تداخلا كبيرا بين اقتصاد السوق والهيمنة الإعلامية ذلك أنه لا يمكن تشجيع الاستهلاك المفرط وتدعيم الاستكانة الاقتصادية والقبول بواحدية السوق إلا إذا كان الإعلام فاعلا وقويا ومؤثرا في التذوق المادي والجمالي ومن ثم فإن عولمة الاقتصاد لا بد أن يتبعها ويترافق معها عولمة الإعلام والثقافة , فالعولمة الإعلامية هي تكييف للذوق والتحكم في معايير الاستهلاك.
1ـ العولمة الإعلامية : تبرز أهمية جمع المعلومات لاعتبارات شتى تقود بالنتيجة إلى معرفة القوة الحقيقية للدولة فإن المعلومات المتحققة سواء أكانت الاقتصادية أم السياسية أم الثقافية أم الدينية أم الاجتماعية والقصد من ذلك التركيب الأثني للبيئة الداخلية للقرار مما يتيح فرصة التأثير فيه بالاتجاهات المطلوبة فالمعرفة المعلوماتية بحد ذاتها قوة .
لذا فإن فلسفة صناعة الإعلام هي المعلومة بذاتها أو بمعنى آخر المضمون الإعلامي فكان هذا الإغراق للدول بالمواد الإعلامية على اختلاف أنواعها بقصد التأثير في عقول الناس واختراقها والسيطرة عليها وتسويقها . من هنا يقول ألفين توفلر في كتابه حضارة الموجة الثالثة : (فالمعرفة هي المحور الذي ستدور حوله حروب المستقبل وثوراته الاجتماعية إنها القاعدة الأساسية لظاهرة العولمة ). هكذا إذن نظرية توفلر فيما يخص حضارة الموجة الثالثة إنها ثورة الاتصالات و المعلومات والتغيير المتسارع. وكما يقول سارتر : (من الصورة إلى الرسم ومن الرسم إلى تبيانه ومن تبيانه إلى الكلام يوجد استثمار تدريجي للمعرفة) .
وبالتأكيد فإن أدوات الاتصال تمارس دورا مساعدا وخطيرا في تحقيق الامتصاص اللاواعي للآخر إلى حد التلاشي , وذلك بشرائنا رموز الغير وثقافته من خلال إنتاجه المادي وهو ما يقوم باستغلاله الآخر المنتج في إقناع المستهلك بمصداقية الصورة التي يروجها وتمثل عملية تجاوب المستهلك مع رسالة المنتج نجاح عملية الاتصال المركبة التي تمت لذلك فوضعية العرب اليوم لما يتلقونه من الخارج هي وضعية المستسلم دون قدرة على مواجهة هذا المد الإعلامي فالعقل العربي يبدو متلقيا أو معزولا ومؤطرا بأشكال ومنظومات هي من إنتاج العقل الغربي وهذا ما يؤدي إلى اغتراب الذات والانخداع بمظاهر الاستهلاكية وتحول دون إشراك القوى البشرية الفاعلة في عمليات الإنماء.وبعبارة أخرى وكما يقول رولان بارت في كتاب "ميثولوجيات" ترجمة مصطفى كمال نشرته مجلة بيت الحكمة المغربية عدد7 /1988 صفحة 31/32: (انه يدعو المستهلك إلى صيغة من الصيغ المنعشة للمادة ويجعله شريكا لا مستفيدا من النتيجة فحسب بل المادة هنا تزود بحالات من القيم)
وتنتشر هذه الحالة على مساحة عريضة بدءا من مجلات الأزياء المصورة وآخر صرعات الموضة الغربية التي تعارض الخصوصية القومية والهويات الثقافية وإلى تقليد نجوم السينما والموسيقى والغناء إلى حد تشويه صورة وطابع الهويات الغنائية للشعوب والأمم. وقد جاءت تقنية الفيديو كليب لتضيف رصيدا صارخا من عملية تغريب التراث الموسيقي في أغلب الدول حيث يطرح شرائط منقولة عن أفلام أجنبية مليئة بالمشاهد المتعارضة مع قيمنا وطبيعتنا الشرقية كل ذلك يدخل بيوتنا وكأنه شيء علينا القبول به مع صورة الاستلاب التي يمارسها الغرب ضدنا وفي كل لحظة كما أنها تشكل أذواق الجماهير العربية. والتي بفضل عامل الانبهار تعدها أعلى درجات الإبداع وتؤخذ نموذجا يحتذى وقدوة في مجال التصرف والتفكير .
من هنا أود أن أشير إلى أن محاولة التقارب بين ثقافات شعوب العالم المختلفة تهدف إلى إزالة الفوارق الثقافية بينها ودمجها جميعا في ثقافة واحدة ذات ملامح وخصائص مشتركة ليسهل فيما بعد انقيادها. هذه التأثيرات الجوهرية في طبيعة فلسفة الاتصال قد أدت إلى تغيرات في دور الإعلام لتجعل منه محورا أساسيا في منظومة المجتمع فهو اليوم محور اقتصادي للكبار وشرط أساسي لتنمية الصغار ومما يؤكد على محورية الإعلام في حياتنا المعاصرة ذلك الاهتمام الشديد الذي تحظى به قضاياه في الفكر الفلسفي والتنظير الثقافي المعاصر محافظا كان أم ثوريا حداثيا أم ما بعد الحداثي وبذلك ساد الإعلام ووسائله الاليكترونية حتى جاز للبعض أن يطلق عليها الميديا وكما لقب أرسطو بالمعلم الأول حاز والت ديزني على لقب المعلم الأعظم بعد أن بات الإعلام ثقافة وترفيها تصنيعا لا تنظيرا.
*إن مثل هذه الوسائل والبرامج تغذي وتدعم لدى المشاهد العربي ما يأتي:الشعور بالنقص نحو الآخرين/ انصراف الجمهور عن برامجه الوطنية/ عدم الرضا عن واقعه السياسي/ فرض نموذج لمجتمع استهلاكي يسعى فيه المرء لتحقيق مختلف متطلباته بأساليب مشروعة وغير مشروعة / كما تعمق هذه البرامج الشعور بالحرمان مما يؤدي إلى المقارنة بين من يعيش في أعلى السلطات وما هو دونه / ثم هناك الإثارة الإباحية والهدف من خلالها تخريب مجموعة القيم الأخلاقية والدينية المتجذرة في الذات الإسلامية والعربية ثم تشويه الواقع العربي لتأسيس حالة من اليأس والإحباط لدى الجماهير بكون الأمريكي متفوقا وخارقا يفرض القانون المتحضر وان خصمه همجي متوحش يعيق بناء الحرية .
إن من العبث تجاهل دور الإعلام في ظل هذا التطور اللحظوي الذي استطاع أن ينقل أخبار الرجل السياسي والقادة في لحظة واحدة إلى جميع أرجاء الكون فلم يعد أحد بإمكانه أن يختفي بأسراره أو جرائمه ولدينا أبلغ مثل على مدى قدرة السلطة الإعلامية فالصور الاستكشافية عبر الأقمار الصناعية التي زودت بها إسرائيل عن المطارات الحربية المصرية التي جعلت من حرب 67 تنتهي قبل أن تبدأ وهناك :
فضيحة ووترغيت ـ مونيكا غيت ـ بولارد غيت.
أننا معنيون بالنظر إلى هذه الظاهرة والتأمل المعرفي فيها من أجل وضع السياسات المناسبة لاستقبالها والتفاعل معها وتوظيف نتائجها في إطار مصالحنا الوطنية كي لا تدخل العولمة الإعلامية إلى مجتمعاتنا بإرادة وأطر خارجيين إذ ذاك ستكون ضارة بشخصيتنا وبهويتنا فعلينا أن نوفر من إمكاناتنا الذاتية ما يستجيب لتحدياتها بتحد أصيل يتمكن من إيجاد الموازنة بين الاقتباس بلا ضوابط والتحليل السليم عبر تقديم فهمنا لها وبين خصوصية الأمة التي لها قضاياها ومشكلاتها المتفاوتة تفاوتا نسبيا من حيث قيمتها وأولياتها بدءا من قضايا التحرير والتوحيد والاستقلال وانتهاء بقضايا التقدم والرقي والازدهار .
2ـ الرقابة والتوازن الإعلامي: نظرا للتوسع الزائد في الحقل الإعلامي والدور الحيوي الذي يلعبه في حياة الناس فان أجهزة الإعلام أصبحت أحد الأدوات السلطوية التي تعمل بشكل غير منظور على تأكيد سلطة الآخر ثقافيا واقتصاديا وفي ترسيخ فكر وقيم المنتج المهيمن من هنا أقول: علينا أن نربط الإعلام بتنظيم جديد للمحافظة على دور الرقابة والتوازن ليوجد المعادلة المفقودة بين قدرة الإعلام وبين مسؤوليتها والسبيل إلى ذلك هو الاعتراف القانوني والتمثيلي بالسلطة الإعلامية الذي أصبح ضرورة بعد دخولنا العصر الكوني برموزه :
الانترنيت وقنوات الاتصال والفضاءات المفتوحة
وبعدما وصلت نتائج التقدم التقني الإعلامي إلى مستوى من الخطورة تجسدت في تغيير المواقف وتشكيل رأي عام جديد يختلف بتوجهاته عن أصالته وأحيانا كثيرة قد ينجرف الإعلام عن مهمته الرئيسة فيورث تزييفا وتزويرا للحقائق واختلاقا لمواضيع لا صحة لها بوجه من الوجوه.
فهناك تسارع هائل في مستجدات التكنولوجيا وخصوصا في وسائل الاتصال والتي تعد من أهم وسائل التغييرات العميقة في البنى الاجتماعية وقيمها السائدة . فقد استطاعت أجهزة الإعلام الغربية حتى بعض المحطات الإعلامية العربية وللأسف من أن تصوغ الحاجات والسلوك حتى الأحلام بشكل استطاعت معه أن تغرب مشاكل الأمة العربية وفي طليعتها القضية الفلسطينية وتبعد جيل الشباب من الكتاب والصحفيين والشعراء وحتى المغنيين عن الأجيال السابقة فلم يعد يمسهم نشيد آبائهم:
نحن الشباب لنا الغد / بلاد العرب أوطاني / وطني حبيبي الوطن الأكبر
بل أصبحوا يشربون منتجات السوق العالمية ويقعون فريسة إغراءاته فتصوغ بذلك أحلامهم الجوائز العالمية ويصبح الخارج لا الداخل مجال رجائهم وتسوّق رغبة الغرب بما يريد أن يرى في الشرق فيتقصون الطائفية ومشاكل الأسرة الإسلامية ووضع المرأة في الأسرة العربية ومشاكل الحرية الجنسية وكأنهم يخيل لهم أنهم سيكونون الناجين من عالم يغرق وأول الرابحين في عالم يولد .. لقد رسم الغرب صورة للعالم الذي يريد أن يحتكر لأنه عرف أن امتلاك أدوات المعرفة لا يقل خطرا عن امتلاك أدوات الحرب لذا علينا تطوير القطاع الإعلامي العربي.
3ـ كيفية تطوير الإعلام العربي:إن صفة الشمولية في الإعلام الحديث ليست في الموضوعات الخاصة بوطن ما أو مجتمع ما وحده بل تجاوزت المجتمعات مادة ووسيلة وأصبح الإعلام متوجها إلى المرسل إليه حصرا ضمن حدوده والى أبعد من ذلك وإذا كانت العولمة تعرّف في نظر الكثيرين على أنها التحول إلى العالمية والبعد عن الانغلاقية وإلى الاحتكاك مع الثقافات المجتمعية الأخرى والعمل على الاندماج في إطار المجتمع العالمي وعدم التخوف من ذلك* والذي تمثل في منطق الحقيقة الواحدة وسيطرة هذا المنطق بعدما أحدث ذلك تناقضا بين الانتماء للقيم المحلية وضرورة الانفتاح على العالم الجديد .
إن تطور المجتمعات باتجاه العولمة الإعلامية اليوم يتطلب تدخلا نشطا من جانب الأمة العربية إذ إن الإعلام العربي الراهن هو في الجملة وضع عربي من حيث المسمى والهوية فقط فهو متأرجح في ظل عوامل المتغيرات الدولية والخارجية في مجمل الأقطار العربية فهناك الكثير من المخاوف وحالة الحصار الذاتي التي تضعها أو تفرضها قائمة من الممنوعات التي تبرز التساؤلات التالية :
1. كيف يمكن للإعلام العربي معالجة غير مشاكل المجتمع السطحية إذا لم تتوفر له تلك المساحة من الحرية ؟
2. كيف يمكن للإعلام العربي البعد عن الحدود المحصورة الضيقة والأطر الخاصة التي لها الظلال الكابوسية نفسها الرابضة على أنفاس الإعلام العربي
3. أين نجد الإعلام العربي من خريطة التحولات هذه ؟
إن المتتبع للإعلام العربي اليوم يرى انه يزخر بكثير من الاختلافات وأوجه التفاوت على جميع المستويات القطرية والقومية ليأتي الخطاب السياسي والثقافي والإعلامي وقد ابتعد عن الخصوصية والتفرد وانصب على العموميات والشعارات مما يرسخ إعلام الدولة الذي أثر تأثيرا كبيرا في نوعية المضامين الإعلامية وبدا الإعلام العربي أمام العالم كإعلام مفكك غير قادر على خدمة القضايا العربية و في تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2003 حدد سمات الإعلام العربي الرسمي على الشكل التالي :
السلطوي : حيث تقتحم السلطة الخطاب الإعلامي وتفرض عليه موضوعاته وتوجهاته وقيمه وحتى تفاصيله واختياراته وتوقيته بل إن جّل هذا الإعلام مكرس لنشاط المسؤول و لقاءاته وتصريحاته التقليدية الخالية حتى من أي محتوى.
الأحادي : إذ يقوم الخطاب الإعلامي العربي الرسمي في الغالب بتغييب الآخر واستبعاده من المثول في المشهد العام" الرأي العام"
الرسمي : إذ تقف النسبة الأكبر من المؤسسات الإعلامية العربية في حيرة من أمرها أمام بعض أو معظم الأحداث والمواقف السياسية الطارئة بانتظار التعليمات ويمكن أن يتجاهل أحداثا ذات أهمية مما يؤدي إلى فقدان الثقة واللجوء إلى وسائل الإعلام الأخرى.
على هذا الأساس فان عناصر السياسة الإعلامية للصحافة العربية هي أحد أهم الجوانب الأساسية فيما يعرف بالتنمية الفكرية للمجتمع والوقوف بوجه الانحراف وتقديم المضمون الإعلامي الهادف ! الذي يؤدي إلى تأصيل السلوك القويم في نفوس الجماهير مع توضيح انعكاسات سلوك الأفراد أو الجماعات على النظام الاجتماعي سلبا أم إيجابا منفعة أم ضررا بعدما أصبح هناك حاجة ملحة لأن تقوم أجهزة الإعلام بمقاومة إعلامية لذوي السلوك المنحرف وعدم التستر على الفساد والمفسدين وضرورة توضيح الحقوق والواجبات والالتزامات والمسؤوليات التي يتعين على الأفراد والجماعات أن يعوها ويدركوها جيدا .فلا بد في المرحلة الراهنة من تعزيز دور الإعلام العربي وتوسيع دائرته ليشمل التطور التكنولوجي لتحسين الأداء في مختلف فروع الإعلام ليستطيع بالتالي الدفاع عن حقوق الأمة من مجموع ما تتعرض له مثل : البطالة وتفتيت الأسرة وقضايا التطبيع مع العدو الصهيوني وغيرها مما يساهم في تحولات اجتماعية حياتية اقتصاديا سياسيا وثقافيا .
صحيح أن لدينا كما هائلا من الوثائق التي تتحدث عن علاقاتنا الثقافية والإعلامية وأن الجامعة العربية تمكنت من إنشاء هذه المعاهدات والعديد من المؤسسات المتخصصة واللجان والصناديق و الاتحاديات والمنظمات العربية منذ عام 1955 ومن ثم مجالس لوزراء الإعلام العرب عام 1964 وبعد ذلك مركزا لتوثيق المعلومات عام 1978 ثم إصدار مجلة عربية عام 1981 فان السؤال المطروح يصبح كالتالي : إلى أي مدى يستطيع الإعلام العربي أن يتعامل بإيجابية مع العولمة الإعلامية الحديثة .؟؟
إن العملية الانتشارية في الإعلام تؤكد أن هناك تجليات للعولمة الإعلامية تؤدي إلى العدوان على الخصوصية مما يهدد هوية المجتمعات المعاصرة لاسيما أن هناك عولمة الاتصال التي تتضح من خلال البث التلفزيوني عن طريق الأقمار الصناعية ومن خلال شبكات الانترنيت المنتشرة والتي تربط البشر بكافة أرجاء المعمورة .
4ـ نتيجة وتحليل : إن التحديات والظروف الإقليمية والدولية التي تحيط بالوطن العربي والمؤامرات التي تحاك ضده تلقي مسؤولية جسيمة على وسائل الإعلام من وجوه: أن يقدم الإعلام العربي المضمون الهادف الذي يدعم الثقافة العربية المشتركة.العمل على التقليل من وجود ونمو الثقافات الفرعية لأننا سنجد الثقافة العربية وقد تم تفتيتها إلى عدد لا حصر له من الثقافات التي تفقد بالتالي النظام العربي أصالته ووحدته التقليل من عناصر الاختلاف التي أذكتها عوامل متعددة داخلية وخارجية والتي تنذر بوجود خلل في التراكيب الثقافية في الوطن العربي .
إن أول ما على أجهزة الإعلام أن تفعله الآن هو التكاتف مع غيرها من المؤسسات الإعلامية والثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية في العالم العربي وأن تضع سياسات إعلامية وخطوطا عريضة تعمل بموجبها على أن لا يكون التنوع الثقافي مجرد اختراق لهذا المجتمع سواء كانت مصادر هذا الاختراق نتيجة تآمر داخلي أم خارجي .
إن تعاطي الأمة مع المتغيرات الإعلامية الدولية لم يكن إلا سلبا وإذا لم نتنبه إلى ذلك يمكن أن يكون الطريق ممهدة لانتصار المشاريع البديلة عبر تفكيك مفهوم الأمة وإعادة هيكلة الوطن العربي بما يتناسب مع تصورات العرب ومخططاتهم من هنا فان العولمة الإعلامية لا تستهدف قطرا عربيا واحدا بل مجموع الأمة لذا فان معركة الوجود الواحد تستدعي الإحساس بالمصير الواحد وتدفعنا للتكتل في مواجهة العولمة من منطلق العقلانية والاستنارة مع مجموع المعطيات التراثية لشعبنا العربي في مواجهة تلك الظاهرة والتي تتلخص في :
1. الدعوة إلى مبادرة عربية حول الإصلاحات السياسية والاقتصادية .
2. إجراء بعض التعديلات على القانون المدني وعلاقات العمل بين البلدان العربية على الصعيد الثقافي أو التجاري فقط.
3. طرح وصياغة برامج تلفزيونية تعمق الشعور الوطني العربي وتحفز على التضامن والتقارب بين الأقطار العربية.
4. عدم ترك الأمة في مرحلة من الانعدامية والعطالة الإعلامية مما يؤدي إلى الشلل والتخلف الحياتي من جديد.
5. التصدي لبرامج تشوه صورة الروح العربية و الضمير العربي والمخيلة والذوق واللسان العربي عبر مسخ الثقافة العربية التي هي جوهر الحضارة.
6. التوكيد على أن العرب في حقيقتهم الكبرى أمة حضارية أصيلة تمتلك روح التطور والإبداع الحقيقي .
7. القدرة على حماية مدخراتها من الخبرات و ما عانته من هجرة وتغريب للكفاءات العلمية
إن الأمة عبر كل تاريخ تمتلك القدرة على وضع الاستراتيجيات المناسبة والتي لم تزل تمتلك نبض التواصل والاستمرار في معركة الوجود ضد ظاهرة العولمة الإعلامية في تجلياتها الحاضرة والتي تستهدف :
1. استباحة أمنهم القومي .
2. نهب ثرواتهم الباطنية .
3. الاستفادة من استراتيجية الوطن العربي بين قارات الأرض مما يسهل خصوصا إطباق الهيمنة على العالم.
علينا أن ندرك أن ذاتيتنا ليست للتفاوض وأنها هي الجوهر والقلب النابض الذي يغذي ثقافتنا مما يعني أن التساؤلات تصبح كالتالي :
1. كيف يمكن استخدام وسائل الإعلام للمحافظة على هذا التميز وهذه الخصوصية
2. كيف يمكن المشاركة الفعالة كإعلام عربي في القرارات التي تؤثر في حياتنا .؟
3. كيف يمكن لإعلامنا العربي أن يحد من الهوة بين ما نراه وما علينا أن نحققه.؟
4. كيف يمكن أن ننمي ذاتيتنا الثقافية وننمي مجتمعنا حتى لا يقف الإعلام العربي عاجزا أمام تحكم القلة التي تملك التقانات الحديثة في الأغلبية التي تمتلك الخصوصية والهوية ؟.
5. هل يمكن لنا تطويع العولمة الإعلامية والحد من نزيف المعلومات التي توجه إلى عالمنا العربي والتي فيها تشويه كبير لصورتنا ؟؟؟؟
6. أين أصبحت الدعوة لإنشاء مجلس إعلامي عربي تشمل صلاحياته التشريعات والإجراءات المحققة لتوازن السلطة الإعلامية مع السلطات الأخرى الذي أصبح ضرورة كبرى .
7. علينا العمل على مبدأ فصل السلطات الثلاث التشريعية القضائية والتنفيذية الذي يقترن برقابة كل منها على الأخرى وبذلك نحول دون طغيانها ولا يعتبر ذلك مقيدا للحرية الإعلامية بل محسنا لأدائها فالسلطة قرينتها المسؤولية كما أن الحرية قرينتها المسؤولية أيضا. وهذه الدعوة تلقى مقاومة ضارية من مجمل الدول الغربية ذلك لأنه يكسر تفوقها الاحتكاري الإعلامي الذي يقترن بتحكم استعماري جديد.
إن تطورنا الآن نحو الدولة الإعلامية أو نحو دولة (الكمبيوتر) لم يعد بحاجة إلى الاستتار وجعل المواضيع الأكثر حساسية في العالم بعيدة عن متناول مواطنيها لأنها لم تعد بحد ذاتها سواء في تكوينها أم بقائها أم انحلالها رهن التبعية المطلقة لقطبيها التي لا تسمح لسلطة المجتمع بالتدخل في شؤونها بل بالعكس إن تكوين آراء سليمة حول دوافع سياسية أو ثقافية أو اجتماعية قد أصبح مسؤولية مشتركة فيما بين المجتمع والسلطات الرسمية ضمن حدود ما تنظمه القوانين المستقبلية.
هناك العديد من العوامل التي استطاعت أن تفرض نفسها وتأثيرها على تغريب المواطن العربي عن مجتمعه وذلك بتعرضه لبرامج بعيدة عن واقعه ولا تعكس بالتالي مشاكله وفي هذا كله مساس بتقاليده وعاداته وخلخلة لثقافته وقيمه وفي النهاية لا يجد المشاهد غير أن يتمرد على التمسك بقيمه وأسلوب حياته مما يجعلها من أصعب المشكلات التي تواجه المجتمع العربي وإعلامه والتي تتلخص في تقويم البنية الفكرية لدى شرائح المجتمع بغالبيته و تصحيح الأخطاء الشائعة الموروثة ومن ثم إعادة تكوين العلاقة فيما بين الدولة والمجتمع وذلك على مبدأ العدل والمساواة وتكافؤ الفرص بالوظائف والمهام والمسؤولية بغية بناء دولة الغد بتطوير عقلاني فنسبق بذلك إلى الرؤية الإعلامية الحديثة فنقدم المثال على إمكانية عقلنة التقدم ليكون تقدما بشريا لا تقدما آليا و نرفع بالتالي سيادة العقل الإنساني التي لا تستقيم صيرورة هذا الكون إلا بها .


لائحة المصادر والمراجع
- الصحافة اليومية والإعلام د. سامي ذبيان دار المسيرة \ بيروت 1987
- الصحافة مهنة ورسالة د. خليل صابات دار المعارف القاهرة 1977
- الإعلام ولغة الحضارة د. عبد العزيز شرف دار المعارف القاهرة 1977
- مسؤولية الصحافة العربية تجاه القيم والنظام الاجتماعي د. بركات عبد العزيز محمد كلية الإعلام جامعة القاهرة مجلة الفكر العربي العدد 50 السنة الثامنة 1988
- التنسيق والتكامل في مجال التخطيط الإعلامي على المستوى القومي بحث مقدم إلى اجتماع خبراء التخطيط الإعلامي في الوطن العربي القاهرة 1979
- قضية التخطيط الإعلامي في الوطن العربي بحث المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم القاهرة 1980 ص153ـ168
- التشريعات الصحفية وجرائم النشر وجيه توفيق جبري مطبعة الداودي 1985
- محاضرة عبد الله عبود الجامعة اللبنانية كلية الإعلام والتوثيق 1985
- العولمة الإعلامية د. مؤيد الحديثي عمان 2002
- حضارة الموجة الثالثة الفن توفلر ترجمة عصام الشيخ قاسم الدار الجماهيرية للنشر 19990
- السياسة وفلسفة الاستهلاك ماري زيادة مجلة الفكر العربي المعاصر العدد 35 بيروت 1985
- ميثولوجيات ترجمة مصطفى كمال مجلة بيت الحكمة المغربية العدد 7 عام 1988
- الثقافة العربية وعصر المعلومات رؤية لمستقبل الخطاب الثقافي العربي د. نبيل علي عالم المعرفة عدد 365 عام 2001
- وسائل الاتصال الحديثة بوصفها سلاحا لنشر التطبيع ومقاومته بحث مقدم في المؤتمر العام العشرون للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب دمشق 1997
- الإعلام والسياسة الخارجية الأمريكية د. سلام خطاب الناصري لبنان جروس برس 2000

http://djamel-science.koora.biz

sousoumi

sousoumi
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى

**موضوع رائع كنه /طوييييييييييييييييييل/ Crying or Very sad

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى